لا شك أنك سمعتَ من قبل عن ثقب طبلة الأذن. حسناً، لا يوجد ما يشبه الطبلة التي تصنع الموسيقى في أذنيك. وليست الكلمة إلّا توصيف مجازي للنسيج الليّن الموجود داخل أذنك، والذي يُطلق عليه في السياق الطبي مُسمى "طبلة الأذن".
ما هي طبلة الأذن؟ هي الغشاء الذي يفصل أذنك الخارجية عن الأذن الوسطى. (تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء، هي الأذن الخارجية والوسطى والداخلية). عندما تصل الموجة الصوتية طبلة الأذن، فهي تهتز، وتنتقل تلك الاهتزازات إلى العظيمات الموجودة في الأذن الوسطى، لتندفع منها إلى الأذن الداخلية. وتتحول تلك الاهتزازات إلى النبضات العصبية التي يترجمها دماغنا إلى الصوت.
وأحياناً، يمكن أن يتعرض هذا النسيج الرقيق الشبيه بالغشاء للثقب أو التمزق. وعندما يحدث ذلك، فمن الطبيعي أنه يمكن أن يؤثر على سمعك.
لماذا تُثقب طبلة الأذن؟
توجد عدة أساب:
- من الأسباب الشائعة لثقب طبلة الأذن هو حشر أجسام صغيرة وحادة في الأذن، كما يحدث عندما تنظف أذنك باستخدام الطرف المدبب لقلم رصاص. أو قد يحدث ذلك عندما تدفع مسحة قطنية في أذنك بحدة.
- يمكن كذلك أن تؤدي بعض أنواع عدوى الأذن إلى ثقب طبلة الأذن. مثلاً، فإن عدوى الأذن الوسطى تؤدي عادةً إلى تراكم السائل في تلك المنطقة، ومن ثمّ فإن الضغط الناجم عن السائل يُتلف طبلة الأذن.
- وهناك سبب آخر لثقب طبلة الأذن وهو ضغط الهواء. هل تتذكر مرة كنت فيها على متن طائرة وتغيّر ضغط الهواء فجأة؟ يفرض هذا التغير في الضغط توتراً هائلاً على الأذن، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ثقبها. وتُسمى تلك الحالة بالرضح الضغطي.
- ويمكن لكل من الغوص تحت الماء، والتعرض لموجات تصادمية، والقيادة في المرتفعات العالية أن يسبب كذلك تغيراً هائلاً بالضغط في الأذنين، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى تضرر طبلة الأذن.
- ويمكن للصدمات المباشرة للأذن، كالخبطات المباشرة أو الصفعات الشديدة أو إصابة الرأس أو السقوط الذي يتضمن أذنك، أن تؤثر كذلك على طبلة الأذن عن طريق تغيّر موضع أجزاء الأذن.
- وإليك نقطة ينبغي مراعاتها: الأصوات العالية أو الانفجارات لا تؤدي دوماً إلى ثقب طبلة الأذن.
ماذا يحدث في حالة انثقاب طبلة الأذن؟
أولاً، تتعرض لقصور السمع. قد لا يفقد البعض السمع كُليةً، ولكنهم يشعرون كما لو أن شيئاً ما غير سليم في آذانهم أو في رأسهم، وأن هناك انزعاج مميز.
ثاناً، تقل حماية أذنك، وقد تصاب بالعدوى. فالمفترض إن طبلة الأذن تعمل كذلك على حراسة أذنك الوسطى، عن طريق منع البكتيريا والماء وغير ذلك من العناصر الخارجية من الدخول. لذلك، ففي حالة ثقبها، تكون الأذن الوسطى أكثر عُرضة للعدوى.
وكذلك، فإن الوسَخ الموجود في الأذنين يقتصر عادةً على الأذن الخارجية، التي يمكننا تنظيفها بأعواد تنظيف الأذن أو غسلها أثناء استحمامنا يومياً. ولكن إن انثقبت طبلة الأذن ولم تعتنِ بذلك، فإن الوسَخ الموجود بأذنك يمكن أن ينتقل إلى الأذن الوسطى، فيسبب عدوى.
هل يمكن إصلاح ثقب طبلة الأذن؟
عادةً ما يلتثم ثقب طبلة الأذن خلال بضعة أسابيع. ولكن في بعض الأحيان قد تضطر للخضوع لجراحة صغرى، وتخضع للترقيع، لحل تلك المشكلة.
كيف أعرف إن كانت طبلة أذني مثقوبة؟
يمكن أن تصاب بالأعراض التالية:
- فقدان السمع.
- إحساس بالرنين في أذنك.
- الدوخة.
- ألم الأذن. يمكن أن يحدث ذلك من آن إلى آخر، وقد يكون شديداً أو خفيفاً.
- خروج سائل من الأن، كالمخاط أو سائل شبيه بالصديد.
متى ينبغي أن أزور الطبيب؟
إن كنت تعاني أياً من الأعراض المذكورة أعلاه، فلا تؤخر زيارتك للطبيب. أذنك الوسطى وأذنك الداخلية تركيبان حساسان للإصابة أو المرض.
ويستخدم طبيب الأنف والأذن أداة تسمى منظار الأذن لفحص أذنك. والجهاز مزود بمصدر للضوء في أحد طرفيه. يضيئه الطبيب في أذنك للتحقق من وجود ثقب أو تمزق بطبلة الأذن. وقد يجري الطبيب اختباراً كذلك لتقييم فقدانك للسمع. وقد توصف لك أدوية للسيطرة على الألم.
احتياطات ينبغي اتخاذها بينما تتعافى طبلة أذنك:
- حافظ على جفاف أذنيك. استخدم غطاء استحمام أو غطاءً واقياً أثناء الاستحمام لضمان عدم دخول الماء في أذنك.
- حاول ألا تتمخط بينما تتعافى أذنك.
- تناول الأدوية الموصوفة حسب نصيحة الطبيب.
- تجنب نفخ الهواء البارد في أذنك.
النظافة المثلى والممارسات الرفيقة بالأذن:
- لا تدخل أشياءً حادة في أذنيك لتنظيفهما. استخدح دوماً أعواد تنظيف الأذن ونظف الأذن الخارجية فقط برفق. بتلك الطريقة، لن تعرض نفسك لخطر الإضرار بطبلة الأذن عن طريق الخطأ.
- عندما تُصاب بنزلة برد أو بانسداد الأنف، لا تنخرط في القيادة على مرتفعات عالية، أو الغطس تحت الماء، أو السفر على متن الطائرة. انتظر حتى تعود حالتك إلى طبيعتها. تُعرض تلك الأنشطة أذنيك للكثير من الإجهاد، وقد ينتهي بك الأمر إلى الإضرار بطبلة أذنك.
- حاول استخدام سدادات الأذن التي تعمل على موازنة الضغط عند السفر جواً، وخاصةً أثناء الإقلاع والهبوط عندما يتغير الضغط داخل الكابينة.
- تجنب الحفلات الحافلة بالضوضاء وغير ذلك من الفعاليات عالية الديسيبلات التي تصدر عنها موجات صوتية قوية. فذلك يمكن أن يضر بأذنيك.
- لا تعمل علامات ألم الأذن، وعدوى الأذن، والحمى، ومشكلات السمع. استشر الخبراء فوراً.