عندما يفشل العلاج التحفظي في استعادة الارتصاص الصحيح للقدم، تساعد إجراءات جراحة القدم على إصلاح تشوه مقدمة القدم.
تسبب بعض المشكلات التي تصيب مقدمة القدم الألم أو الانزعاج رغم استخدام العلاج التحفظي. تحتوي مقدمة القدم على عظام مشط القدم والسلاميات، أي أصابع القدم والمنطقة التي فوقها. ويعتبر رصد مشكلات مقدمة القدم قبل حدوث تلف مزمن في القدم هو أمر جوهري لصحة القدم. لرصد المشكلة، يفحص استشاري متخصص في جراحة عظام القدم والكاحل حالة القدم، ويوصي بالعلاج أو بالتدخل الجراحي عند الضرورة، لاستعادة وظيفة القدم.
مشكلات إبهام القدم والمفاصل:
يحدث ألم إبهام القدم بسبب الإصابة أو حالات طبية كامنة، بما في ذلك التهاب المفاصل والكسور والنقرس، ويسبب ذلك أمراضاً مثل الوكعة، والتهاب العظم السمسمي وغير ذلك. ويتوقف العلاج على سبب الألم، وقد يتضمن العلاج وسائل غير جراحية أو عملية جراحية.
وفيما يلي الحالات المعتادة التي تصيب مفصل إبهام القدم:
• الوكعة (إبهام القدم الأروح)
يكون إبهام القدم الأروح أو ما يسمى بالوكعة وراثياً في الغالب، حيث يتكون بروز في الجزء الخارجي من مفصل إبهام القدم، ويسبب ذلك في النهاية خروج مفصل إبهام القدم عن الارتصاص، وتكوّن بروز عظمي. يتزايد ذلك بالتدريج بسبب الضغط الناجم عن طريقة المشي أو تكوين القدم، ويسوء الألم بسبب ساعات الوقوف الطويلة خصوصاً عند ارتداء حذاء غير ملائم. ويكون المصابون بإصابات القدم والأمراض الالتهابية، ومن يتضمن تاريخهم العائلي إصابة بالوكعة، أكثر عرضة للخطر. قد يتضمن التشوه في بعض الحالات الاضطراب التشريحي بإبهام القدم (إبهام القدم الأروح بين السلاميات).
•التهاب مفاصل إبهام القدم (تيبس إبهام القدم)
يسبب التيبس والألم قصوراً لافتاً بوظيفة القدم، والتهاب مفاصل إبهام القدم هو مشكلة شائعة يمكن علاجها بنجاح عن طريق العلاج غير الجراحي أو الجراحي مع نتائج ممتازة. ويعتبر التقييم السريري والإشعاعي هو مفتاح العلاج الفعال لتلك المشكلة. توفر الأساليب غير الجراحية والجراحية للعلاج علاجاً فعالاً، وتتضمن الخيارات الجراحية إجراء حفظ المفصل مع غرسة كارتيفا، والدمج.
• التهاب العظم السمسمي
ينطوي ذلك على التهاب وألم بالأوتار، أي العظام السمسمية، ويحدث ذلك في ضرّة القدم. ويكون الأشخاص الذين يمارسون رياضات أو أنشطة محددة مثل الراقصين والعدائين والرياضيين، أكثر عرضة للإصابة وذلك بسبب نقل الوزن المتكرر إلى ضرّة القدم أثناء أنشطة مثل الجري والرقص والمشي بأحذية الكعب العالي، وهو ما يؤدي إلى فرط إجهاد تلك الأوتار والعظام.
• التواء المفصل المشطي السلامي
يحدث هذا العيب في مفصل إبهام القدم عندما تثني إبهام القدم قسرياً إلى حد مفرط. تؤدي الحركة إلى شد أو التواء أو تمزق الأنسجة اللينة والأربطة في مفصل إبهام القدم. ويكون الرياضيون ومن يمارسون الرياضات والأنشطة المتعددة عرضة لتلك الإصابة بسبب ارتداء أحذية ليّنة أو صلبة على مسطحات مسطحة أو عشبية.
• مشكلات أصابع القدم الصغيرة:
يمكن أن تحدث تشوهات أصابع القدم الصغيرة بسبب إصابات أصابع القدم والأنسجة المجاورة لها والأوتار، ويحدث ذلك بسبب الأحذية غير الملائمة أو وكعات إبهام القدم، مما يضع ضغطاً إضافياً على أصابع القدم الصغيرة أو غير ذلك من الاضطرابات العصبية الخِلقية، ليسبب الألم أو العدوى أو الانزعاج.
وفيما يلي أكثر مشكلات أصابع القدم الصغيرة انتشاراً:
•تشوه أصابع القدم
تتضمن تشوهات أصابع القدم الملحوظة إصبع القدم المطرقي ويحدث ذلك بسبب خلل توازن العضلات أو الأوتار أو الأربطة التي تدعم استقامة الإصبع. وتلاحظ تلك الحالة عادةً في إصبع القدم الثاني والثالث والرابع، حيث يحدث إصبع القدم المطرقي بسبب انثناء غير معتاد في المفصل الأوسط بإصبع القدم أو يؤثر الإصبع المطرقي على أقرب المفاصل للظفر. وقد يكون ذلك بسبب ارتداء أحذية الكعب العالي، أو تكوين القدم، أو الإصابة، أو بعض العمليات المرضية التي تؤدي إلى مثل تلك التشوهات بأصابع القدم.
•ظفر إصبع القدم الغارس في اللحم
تسبب تلك الحالة التي تصيب القدم انحناء ركن ظفر إصبع القدم ونموه إلى داخل الجلد، وبصفة عامة عند حدود الظفر. يحدث ذلك بصفة رئيسية بعد قص أظافر القدم، فيؤدي استدقاق ركن ظفر إصبع القدم إلى انحنائه وامتداده إلى الجلد، ويكون ذلك عادةً على حواف الجلد. يتسبب الظفر في تهيج الجلد فيؤدي إلى ألم واحمرار وتورم ودفء بإصبع القدم. قد تحدث العدوى إن سبب الظفر الغارس في اللحم تشقق الجلد، وغالباً ما يتسم ذلك بالإفرازات والرائحة الكريهة. ويكون المصابون بالسكري، أو سوء الدورة الدموية، أو التلف العصبي الشديد في الساق أو القدم، أو المصابون بالعدوى حول الظفر أكثر عرضة للخطر.
•إصابات إصبع القدم
توجد أنواع متعددة من إصابات أصابع القدم يمكن أن تؤدي إلى الألم والانزعاج في القدم، مثل الجروح والخدوش والكدمات وانحشار إصبع القدم مما يؤدي إلى التهاب المفاصل الرضحي. وقد لا تؤدي أغلب تلك الحالات إلا لألم خفيف، ولكن في بعض الحالات يوجد ألم ثاقب يتطلب تحرير الضغط تحت الظفر لتخفيف الألم ومنع فقدان الظفر. بل وقد يحدث تهشم أو انسحاق لإصبع القدم عندما يسقط جسم ثقيل على إصبع القدم أو قد يدخل الظفر إلى الداخل ويسبب جلطة دموية أو عدوى.
•الوكيعة
تسمى تلك الحالة وكعة الخيّاط، حيث يتكون بروز مؤلم في الجزء الخارجي من قاعدة أصغر أصابع القدم. وتكون تلك الحالة موروثة، وتحدث عندما يتضخم العظم والأنسجة المحيطة بمفصل إبهام القدم، فيحدث احمرار وتورم والتهاب، مما يؤدي إلى صعوبة ارتداء الأحذية والمشي.
تكون أغلب الحالات مؤلمة، وتسبب تشوهات يتم علاجها مبدئياً بالعلاجات التحفظية مثل تعديل الحذاء أو استخدام حشوات للحذاء (أجهزة تقويم العظام) لتخفيف الأعراض. ولكن إن لم تساعد تلك الإجراءات في التخلص من الحالة، فقد يوصي الطبيب الاستشاري بجراحة ترميمية لمقدمة القدم تُجرى تحت تأثير التخدير العام بناءً على حالتك وما تعرضت له من ضرر.
جراحة تصحيح الوكعة
تُستخدم تلك التقنية الجراحية لتصحيح الوكعات المؤلمة أو المشوهة بشدة. وتتضمن العملية الجراحية تشذيب العظم البارز. وبعدها، يعاد ارتصاص العظام عن طريق قطع العظم المشطي وإصلاح محفظة المفصل وأربطته. يساعد هذا الإجراء على تخفيف الألم والتشوه، وتحسين ارتصاص إبهام القدم، وزيادة استقامته، والحد من تكوّن الدشبذات/مسامير اللحم. تتضمن خيارات العلاج الجراحي لمعالجة هذا المرض الجراحة طفيفة التوغل والجراحة المفتوحة للتعامل مع الألم وتصحيح التشوه.
قطع العظم بطريقة شيفرون
وهي طريقة جراحية لعلاج الوكعة لتصحيح خلل الارتصاص في برجمة إبهام القدم المسبب لتوجه بروز قاعدة إبهام القدم في اتجاه الأصابع الأصغر. يتضمن هذا الإجراء قطع الجراح للعظم الطويل المؤدي إلى إبهام القدم وتدويره للعمل على استقامته. يخفف ذلك الألم عن طريق استعادة الاستقامة الطبيعية لمفصل إصبع القدم الأول. وسيتطلب هذا الإجراء كذلك ضبط الأنسجة اللينة المحيطة بالمفصل والمساعدة على تصحيح التشوه الوكعي الخفيف إلى المعتدل.
إيثاق المفصل المشطي السلامي الأول
تجرى هذه الجراحة لعلاج تيبس إبهام القدم أو التشوه الوكعي الشديد، حيث يزيل جراح عظام القدم والكاحل الغضروف المفصلي من جانبي المفصل، ثم تصحيح موقع إبهام القدم وتثبيت رأس العظم المشطي بقاعدة السلامية الدانية، وهو ما يتيح للمرضى تحمل الوزن مبكراً والتعافي بشكل أسرع.
إجراء لابيدوس
ويتم هذا الإجراء لإصلاح التشوه الوكعي، الذي يسمى كذلك إبهام القدم الأروح، حيث يعمل هذا الإجراء على استعادة ارتصاص عظام القدم لتخفيف الألم والانزعاج. ويتطلب ذلك دمج المفصل بين العظم المشطي الأول والعظام الصغيرة في منتصف القدم، فيتيح ذلك المحافظة على استقامة إصبع القدم الأول والحد من خطر تكرار الإصابة.
قطع العظم بطريقة وايل
يتم هذا الإجراء لعلاج ألم مقدمة القدم (الألم تحت ضرَة القدم)، ويتطلب ذلك قطع العظم أو تقصير طرف العظم المشطي الموضوع عند قاعدة الإصبع المصاب. يتيح هذه الإجراء حيزاً لإراحة إصبع القدم وعودته لموضعه الطبيعي، ويستخدم أيضاً لعلاج خلع المفاصل المشطية السلامية. يمكن القيام بهذا الإجراء وحده أو مع إجراءات أخرى لإصلاح أصابع القدم.
تشوهات أصابع القدم الصغيرة
تشوهات أصابع القدم هي حالات شائعة وتسبب الألم وصعوبة ارتداء الأحذية بارتياح. تتضمن تشوهات أصابع القدم إصبع القدم المطرقي والتشوهات المخلبية. ويكون التقييم السريري ضروري لتشخيص نوع التشوه وتحديد طرق علاج المشكلة سواءً باستخدام الطرق الجراحية أو غير الجراحية.
ورم مورتون العصبي
تلك حالة مؤلمة تصيب ضرّة القدم ويشيع ارتباطها بإحساس بالتنميل والحرقة في أصابع القدم المصابة. وفي أغلب الأحيان، تؤثر على المنطقة بين إصبعي القدم الثالث والرابع ولكنها يمكن أن تصيب أصابع القدم الأخرى كذلك. يشيع شعور المرضى كما لو كانوا يقفون على الحصى. تتوفر علاجات غير جراحية وجراحية لعلاج تلك الحالات.
تتوقف إقامتك في المستشفى بعد أي جراحة بمقدمة القدم عادةً على الكيفية التي يمكنك بها الحركة من مكان إلى آخر بعد الإراء. وقد يختلف ذلك عن إجراءات الحالات النهارية فيؤدي إلى إقامة في المستشفى لليلة واحدة بناءً على حالتك، وستحتاج لأن تطلب من شخص آخر اصطحابك إلى المنزل في يوم خروجك حيث لن تستطيع القيادة.