أنقذت عملية استئصال البنكرياس والاثنا عشري، أو ما يسمى بإجراء "ويبل "، حياة السيد بول موريس، أمريكي الجنسية، والبالغ من العمر 73 عاماً، بعد نجاح العملية التي أجريت في المستشفى الأمريكي بدبي مطلع شهر مارس الجاري بعد تشخيصه بسرطان البنكرياس.
وفي ظلال الجائحة التي تخيم على مختلف أرجاء المعمورة، أصبح السفر العلاجي لأي بلد من التحديات الكبيرة التي تواجه المرضى حول العالم، الأمر الذي حدى بالعسكري الأمريكي المتقاعد بول موريس والمقيم في العاصمة العراقية بغداد، إلى اختيار دبي كوجهة علاجية بدلاً من السفر الى مسقط رأسه، حيث تعتبر دبي بمرافقها الطبية المتقدمة وتدابيرها الصحية السديدة في مواجهة الجائحة من أفضل الوجهات العلاجية في التعامل مع مرضى السرطان وإدارة الأمراض فيما كانت تعتري المريض بعض المخاوف حول سفره إلى الولايات المتحدة لارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد هناك.
من جهته، أشار الدكتور علي الدعمي، استشاري جراحة الأورام في المستشفى الأمريكي الى خطورة وتعقيد عملية "ويبل" لإزالة رأس البنكرياس والاثنا عشر والمرارة والقناة الصفراوية، حيث تعتبر هذه العملية من العمليات الكبرى التي تُجرى في مراكز طبية محدودة على مستوى العالم، وتستغرق عادة بين أربع وست ساعات. وتتطلب هذه العملية مستوىً عالياً من الخبرة الجراحية المتخصصة والإمكانات المتقدمة في وحدة العناية المركزة ووحدات رعاية ما بعد الجراحة وتخدير عالي المستوى مقارنة بالعمليات الأخرى، ما يجعلها من أعقد عمليات استئصال الأورام السرطانية ولا تجرى إلا في مستشفيات تتمتع بسجل جيد في إدارة الحالات الجراحية المعقدة.
وأضاف الدكتور علي، والذي حظي بتدريبه الجراحي في جامعة هارفارد ببوسطن: " تمكنا بفضل الله وجهود الكوادر الطبية المتميزة في المستشفى الأمريكي بدبي من إتمام العملية بنجاح، حيث خرج السيد بول موريس من المستشفى في اليوم السابع للعملية وهو يتعافى بشكل جيد بدون أي مضاعفات".
وحظي الدكتور علي بمساعدة الدكتور عمران الحق، استشاري الجراحة العامة في إجراء العملية، حيث يتمتع كلاً من الدكتور علي والدكتور عمران بخبرة جراحية كبيرةتشمل العمل في بعض من أشهر المستشفيات الجراحية في الولايات المتحدة، وقد سبق لكل منهما إجراء العديد من الجراحات المعقدة في الكبد والبنكرياس، بما في ذلك عمليات الزرع، ما يُوفر لهذا الفريق الجراحي مجموعة من المهارات الفريدة والثقة اللازمة لإجراء حالات الأورام المعقدة للغاية بنجاح.
وأضاف الدكتور علي أن سن المريض وموضع الورم وسط البطن بشكل متقاطع مع الكبد والجهاز الهضمي والأمعاء والأوعية الدموية الرئيسية التي تحيط به هي من العوامل التي عقدت من العملية وزادت من خطورتها، بالإضافة الى تشخيص حالة السرطان في مراحل متأخرة، ما قد يزيد من صعوبة تعافي المريض. حيث قال"
"تعتبر عملية ويبل عملية مُنقذة للحياة، تشير الاحصاءات إلى أن المرضى الذين يتعافون بشكل جيد في الأيام السبعة الأولى بعد العملية، يشهدون معدلات شفاء ناجحة. علاوة على ذلك، غالباً ما يوفر الكشف المبكر عن السرطان أفضل فرصة للعلاج والشفاء."
وأضاف الدكتور علي: "قبل 3 أو 5 أعوام، لم تتوفر سبل كثيرة لمساعدة المرضى المصابين بسرطان مثل هذا النوع. ولكن التقدم العلمي وتوفر التقنيات والخبرات مهد الطريق لإجراء مثل هذه العمليات الجراحية المعقدة بمعدل نجاح عالية وفرص أقل لحدوث مضاعفات للأشخاص الذين يحاربون الأورام السرطانية."
ويتميز المستشفى الأمريكي بدبي باستخدام أفضل التقنيات وأحدثها، ما يمنح المرضى فرصاً أفضل للتعافي من سرطانات المريء والرئتين والبنكرياس والعنق والكبد والمعدة وغيرها من الأورام السرطانية.
وأختتم الدكتور علي حديثه قائلاً: "يتملكني شعور رائع بالرضا حيث أتمكن من مساعدة المرضى وبعث الأمل فيهم من جديد، وخصوصاً مرضى السرطان الذين قد يعانون من صدمات نفسية وعاطفية واجتماعية ومهنية عند علمهم بإصابتهم بمرض السرطان."
قصص المرضى