المستشفى الأمريكي في دبي، يحقق نجاحاً طبياً مميزاً في علاج الصرع المقاوم للأدوية لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، عبر تحفيز العصب المبهم.

المستشفى الأمريكي في دبي، يحقق نجاحاً طبياً مميزاً في علاج الصرع المقاوم للأدوية لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، عبر تحفيز العصب المبهم.

نجح المستشفى الأمريكي في دبي في إجراء عملية "تحفيز العصب المبهم" لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، يُدعى نورلان أمان، من كازاخستان، كان يعاني من نوبات صرع شديدة ومتكررة. تم تشخيص حالة نورلان بأنه يعاني من "الصرع المقاوم للأدوية"، وهو نوع من الصرع الذي لا يستجيب للعلاج بالأدوية التقليدية. إن التوصية الدقيقة التي قدمها المستشفى بإجراء تحفيز العصب المبهم مكنت الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات من التمتّع بنوعية حياة أفضل.
 
على الرغم من خضوع نورلان للعديد من الفحوصات على مر السنين، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي وتسلسل الجينوم الكامل، لم يتم تحديد سبب حالته. قبل وصوله إلى المستشفى الأمريكي في دبي، كان الطفل يخضع لعلاج مكثف باستخدام تسعة أدوية مختلفة للسيطرة على نوباته، لكن لم تحقق تلك الأدوية انخفاضًا ملموسًا في تواتر النوبات.
تواصل والدا نورلان مع الدكتور عبيد شاه، استشاري طب أعصاب الأطفال وأخصائي الصرع في المستشفى الأمريكي بدبي، الذي قام بإجراء تقييم شامل لحالة الصرع لدى الطفل البالغ من العمر 3 سنوات. أشار الدكتور شاه إلى أن الأطفال الذين يعانون من الصرع غير المنضبط قد يتعرضون لآثار سلبية على نموهم طوال الحياة، مما يجعل التشخيص الفوري والعلاج المخصص أمرًا بالغ الأهمية. حوالي 30% من حالات الصرع لدى الأطفال تُصنف تحت فئة الصرع المقاوم للأدوية، مما يتطلب فحصًا دقيقًا من قبل أخصائي صرع ذو خبرة. وأكد الدكتور شاه على أهمية التقييم الشامل لتحديد نوع الصرع، والسبب الكامن وراءه، والتوقعات المستقبلية، حيث أن العديد من حالات الصرع لدى الأطفال قد تكون عابرة ويمكن التغلب عليها مع مرور الوقت. من هنا يُعدّ تحديد متلازمة الصرع أمرًا بالغ الأهمية في تحديد مسار العلاج.
 
كان نورلان يعتمد على 5 من أصل 9 أدوية، إلا أن مقاومة حالته لهذه الأدوية استدعت اتباع نهج مختلف. في حالات الصرع المقاوم، يلجأ الأطباء إلى تجريب أساليب معينة لتحسين السيطرة على النوبات، ومنها اتباع نظام غذائي كيتوني يتميز بانخفاض الكربوهيدرات وارتفاع الدهون.
وبناءً على ذلك، بدأ نورلان باتباع هذا النظام الغذائي وبِحسب الدكتور شاه: "لقد أدى النظام الغذائي الكيتوني إلى تحسن أولي، لكن النوبات عادت بعد ذلك". بعد مزيد من التقييم، استنتج الدكتور شاه أن العلاج المثالي لوضع نورلان هو تحفيز العصب المبهم الذي يُوصى به عادةً لعلاج نوبات الصرع.
يُستخدم تحفيز العصب المبهم من خلال زراعة جهاز صغير تحت الجلد يعمل على تعديل النشاط العصبي في الدماغ عبر تحفيز كهربائي لمناطق معينة تسبب النوبات. يستهدف هذا التحفيز العصب المبهم، وهو جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن الوظائف التلقائية كضربات القلب والتنفس. ويُعتقد أن الألياف العصبية المتصلة بالعصب المبهم والمسؤولة عن هذه الوظائف قد تلعب دورًا في حدوث النوبات.
يقوم الجهاز بإرسال إشارات كهربائية بتردّد محدّد ولفترات زمنية معينة حسب الحاجة. يبدأ التحفيز عادةً بمستوى منخفض، ويمكن زيادته حسب الحاجة والأعراض. تمت ملاحظة أن العلاج بتحفيز العصب المبهم يقلل بشكل كبير من تكرار النوبات.
يشدد الدكتور شاه على أهمية اختيار المرضى المناسبين لهذا العلاج، وهو نهج يُتبَع بجدية في المستشفى الأمريكي في دبي، حيث يُركز المشفى على تقديم علاجات تحقق نتائج ملموسة لمرضاه.
لحسن الحظ، يمكن علاج العديد من حالات الصرع لدى الأطفال بنجاح باستخدام دواء أو اثنين. لكن من الضروري الحصول على تشخيص صحيح، إذ أن التشخيص الخاطئ شائع جدًا، خاصة في هذه المنطقة. تحديد السبب الكامن وراء الصرع أمر حاسم في تحديد العلاج المثالي.
هناك أشكال متعددة للصرع، منها الصرع البؤري (الذي ينشأ من جزء واحد من الدماغ)، والصرع متعدد البؤر (الذي ينشأ من عدة أجزاء من الدماغ)، والصرع المعمم (الذي ينشأ من نصفي الدماغ في وقت واحد)، بالإضافة إلى أشكال أخرى أكثر تعقيدًا.
وأشار الدكتور شاه إلى أنه بالنسبة للصرع البؤري، يمكن أن تكون الجراحة خيارًا لعلاج الصرع دون الحاجة إلى الأدوية. أما بالنسبة لحالات الصرع المقاوم للأدوية التي لا تناسبها الجراحة الاستئصالية، فقد تكون هناك علاجات جديدة متاحة، منها تحفيز العصب المبهم الذي يوفر فرصة كبيرة للحد من النوبات.
يقوم المستشفى الأمريكي دبي بإجراء تقييمات شاملة لمرضى الصرع. فالمستشفى مجهز بوحدة حديثة لمراقبة الصرع، وتقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يساعد في تحديد مصدر النوبات داخل الدماغ ومدى إمكانية إجراء الجراحة. كما يوفر المستشفى خيارات جراحية لعلاج الصرع، حتى للأطفال الصغار جدًا. بالإضافة إلى ذلك، تُجرى اختبارات جينية لتحديد الخلل الجيني المسبب للصرع، مما يساعد في تصميم علاجات دقيقة تستهدف هذا الخلل.
وبعد نجاح زراعة جهاز تحفيز العصب المبهم، أعرب الدكتور شاه عن تفاؤله بالتشخيص مشيرًا إلى أنه من المتوقّع أن يتمكن نورلان من السيطرة على النوبات بشكل أفضل مع ضبط إعدادات الجهاز. وقال أنّه يأمل في تخفيض عدد الأدوية التي يتناولها الطفل، وأن يتمتع بنوعية حياة أفضل."
 

"نأمل بشدة أن يتعافى ابننا ويعيش طفولته مثل باقي الأطفال في عمره"

 
من جانبها، أعربت والدة نورلان أمان عن شكرها العميق للمستشفى قائلة: "نشكر بشدة المستشفى الأمريكي في دبي على الدعم الرائع الذي قدموه لنا، إذ بفضل تشخيصهم الدقيق وخبرتهم، تلقّى ابننا العلاج المناسب الذي نأمل أن يساعده في تحقيق تقدم ملموس."
وأضافت: "تم تشخيص إصابة ابني نورلان بالصرع عندما كان في عمر السنة والنصف. وعلى مدى العامين الماضيين، كنا نسعى جاهدين لإيجاد مجموعة من الأدوية التي يمكن أن توقف نوباته اليومية. وللأسف، كان نوع الصرع الذي يعاني منه مقاومًا للأدوية، وحتى النظام الغذائي الكيتوني لم يفلح في إيقاف نوباته. نصحَنا الدكتور عبيد شاه في المستشفى الأمريكي بدبي بعلاج تحفيز العصب المبهم، وبما أننا نثق به تمامًا، وافقنا على إجراء العملية.
كذلك كان الدكتور باباك هومابور، استشاري جراحة الأعصاب في المستشفى الأمريكي، صبورًا وشرح لنا كل التفاصيل والمضاعفات، مما أشعرنا بالأمان وإدراك ما يجري بالكامل. تمت العملية الجراحية بنجاح، وقضينا يومًا واحدًا في وحدة العناية المركزة ثم عدنا إلى كازاخستان في غضون يومين.
لقد قمنا بتشغيل جهاز تحفيز العصب المبهم ونحن بصدد زيادة التيار، كما أننا متفائلون في أن يقلل الجهاز من عدد النوبات، وأن يبدأ ابننا قريبًا في التحدث واللحاق بأقرانه."
 
المستشفى الأمريكي في دبي يؤكد مرة أخرى التزامه بتقديم رعاية صحية متقدمة وشاملة لمرضاه، ويواصل تقديم حلول مبتكرة لتحسين حياة الأطفال المصابين بالصرع المقاوم للأدوية.
 

قصص المرضى

مرضانا يشاركونكم تجربتهم في المستشفى الأمريكي