بعد بضعة أيام من الصيام، يمكن أن يؤدي خلل أنماط النوم إلى التأثير عليك سلبًا. يقدم الدكتور عماد قوتلي، اختصاصي العناية المركزة وأمراض الرئة في المستشفى الأمريكي - دبي، نصائح وتغييرات تساعد على تحسين النوم ومستويات الطاقة
يقول الدكتور عماد قوتلي، اختصاصي العناية المركزة وأمراض الرئة في المستشفى الأمريكي - دبي "يُعد الصيام ممارسة صحية ويؤثر إيجابًا على الجسم. وقد أثبتت الدراسات أنه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، مثل سرطان الرئة، ويحسن وظائف جهازك المناعي." إلا أن الدكتور قوتلي يؤكد أن الغرض من الصيام يتبدد عندما نأكل كميات كبيرة من الطعام خلال الإفطار والسحور. ويقول موضحًا "ما نمارسه في وقتنا الحالي لا يُعد صيامًا حقيقيًا. فصوم رمضان يجب أن يساعدك على فقدان الوزن لا اكتسابه، ولهذا علينا تنظيم وجباتنا. فلا ينطوي الصيام في حد ذاته على العمل لساعات أقل أو النوم طوال النهار والسهر طوال الليل. نحن بحاجة إلى حصد فوائد الصيام." ويقول الدكتور قوتلي أن الصائمين بحاجة إلى تناول ما يكفي من الطعام حتى يشعروا بالشبع لا الامتلاء. فيقول ناصحًا "تناول التمر لكسر صيامك، ثم أدِ الصلاة حتى ينعم جسمك ببعض الراحة. وبعد ذلك تناول بعض الماء وواصل تناول وجبتك. وإذا لم تتناول من الأكل ما يزيد عن الحاجة لن تصاب بحرقة الصدر وغيرها من المشكلات الصحية."
مشكلات النوم
يعاني الكثيرون ممن يواصلون العمل أو المذاكرة وهم صائمون من مشكلة عدم الحصول على ما يكفي من النوم في الليل خلال شهر رمضان ويقول الدكتور قوتلي أن الكثيرين يعانون من عدم انتظام ساعات النوم خلال فترة النهار حيث أنهم يسهرون لأوقات متأخرة في الليل، وذلك بسبب طبيعة شهر رمضان المختلفة. ويقول أن تحديد والحفاظ على أنماط منتظمة لتناول الطعام والنوم خلال هذا الشهر المبارك يشكلان أحد العوامل الهامة التي تساعد على قضاء شهر رمضان بصورة ناجحة. وهذا ضروري ولا سيما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من قلة ساعات النوم والنوم غير المنتظم . ويضيف الدكتور قوتلي قائلًا "عندما نأكل كميات كبيرة من الطعام، يمكن أن نصاب بالحموضة التي تسبب الانزعاج أثناء فترات النوم. وهذا يؤثر على طاقة الفرد. وعند وصول الحموضة إلى الحلق، يصاب الفرد بمشاكل في التنفس والسعال. كما أن شرب كميات كبيرة من الماء ليس بجيد أيضًا لأنه سيكون عليك التبول مرارًا وهذا سيزعج نومك أيضًا." وهناك الكثير من الأمور الخاطئة التي نقوم بها فتؤدي إلى عدم انتظام أنماط النوم. فيقول الدكتور قوتلي "يسهر الأفراد خلال أوقات متأخرة من الليل لمشاهدة التلفزيون أو التواصل الاجتماعي أو الجلوس في أماكن ذات إضاءة عالية، وهذا ينعكس على أعمالهم خلال فترة النهار. فإذا تعرضت إلى الإضاءة العالية تستشعر عيناك الضوء، فتنتقل الإشارات فورًا من العينين إلى الدماغ المتوسط لإفراز هرمون يطلق عليه الميلاتونين. وهذا يجعل الأفراد يخلدون إلى النوم بعد ساعتين أو ثلاثة ساعات. فإن التعرض للضوء في الليل يؤدي إلى اضطراب ما نطلق عليه إيقاع الساعة البيولوجية." ويؤكد الدكتور قوتلي أن النوم المتقطع يسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض. ويقول الدكتور قوتلي موضحًا "إن القيلولة خلال فترة النهار ليست بالأمر السيء، ولكن يجب ألا تزيد مدتها عن 45دقيقة وألا تكون بعد الساعة 4عصرًا. كما يؤدي تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة بعد الإفطار إلى الإخلال بنمط النوم ويسبب تقطع النوم وهذا قد يؤثر على أداء الفرد خلال فترة النهار." ويقول الدكتور قوتلي أن شهر رمضان يُعد فرصة ممتازة للإقلاع عن التدخين وإجبار المدخنين على التقليل من هذه العادة. فيقول موضحًا "تنفق الدولة الكثير من الأموال على علاج المدخنين، وشهر رمضان هو الوقت الأمثل لنا كي نساعد المجتمع. وقد يعاني الكثيرون من أعراض انسحاب النيكوتين مما يجعلهم سريعي الانفعال إلى حد ما. ولكن هناك أدوية ستساعدهم على اجتياز هذه المرحلة. وبانتهاء الشهر ربما يكونون قد أقلعوا عن التدخين."
مشكلات الجهاز التنفسي
عادة لا يعاني الأفراد المصابون بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو من أي مشاكل
فيما يتعلق بالصيام. ويقول الدكتور قوتلي موضحًا "يمكنك الصيام إذا كنت تعاني من الربو. فهناك الآن أجهزة استنشاق طويلة المفعول يسري مفعولها لمدة 24ساعة. وعليك أيضًا تجنب الأمور التي تثير الربو مثل التواجد بجوار مدخني السجائر أو الشيشة لأن هذا قد يؤدي للإصابة بأي من أمراض الجهاز التنفسي. وعندما يدخن الأفراد قبل النوم مباشرةً، لا يتمكنون من الخلود إلى النوم لأن النيكوتين عامل منبه."
قصص المرضى